أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رواء هادي - الخيط الرفيع














المزيد.....

الخيط الرفيع


رواء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:11
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الوقت الذي بدأ فيه الكلام عن الشهادات المزورة لكبار الموظفين وصغارهم في الدولة، والقانون المزمع سنه لمحاسبتهم، كان على الجانب الآخر قضية لا تقل أهمية عن الآولى ألا وهي قضية إستسهال الحصول على الشهادة الأولية أو العليا بطرق مشروعة أو غير مشروعة، ولكن ما الحد الآمن بين ما هو مشروع وغير مشروع؟ فدفع قسط عال لسنة دراسية 750 ـ 950 أو يتعدى المليون دينار عراقي، يعطي الحق لصاحبه أن يفكر ويريد النجاح والانتقال إلى المرحلة اللاحقة كيفما اتفق الأمر، وإلا فلماذا منح كل هذه الأموال إلى الجامعة أو الكلية الأهلية أو حتى الحكومية، إلا لكي ينجح ويمر ويحصل على الشهادة..
سيدة أعرفها، موظفة في وزارة أمنية، تقدمت إلى كلية القانون التابعة لإحدى الجامعات الأهلية في بغداد، وفوجئت بالمواد والمناهج الدراسية التي لم تكن لتفقه منها شيئا.. كانت تجلس في قاعة الدرس تُشي ملامحها بدهشتها واستنكارها لما تسمع من مادة المحاضرة، وعرفت هي وغيرها من زملائها كيف يُؤَّمنوا أنفسهم لينجحوا في الفصل الأول والثاني من العام الدراسي الأول حتى جاءت ساعة الصفر.. الامتحانات النهائية، ودخلت الامتحان بمعدلات فصلية عالية، ولم تفقه من اسئلة الامتحان شيئا، وتوقعت الرسوب لا محالة.. ولكنها نجحت.. قالت لي بالحرف "نجحت .. والله هذه مهزلة"!.
نعم إنها مهزلة بحق..
حالة أخرى لإحدى الإعلاميات المعروفات والتي تعمل في قناة تلفزيونية ذائعة الصيت، ما كانت تملك شهادة ثانوية وقررت الحصول عليها بأية وسيلة، فما كان منها غير الإستعانة بمليشيا تصحبها أيام الامتحانات، كانوا يقفون عند باب المدرسة ويشيعون الذعر في نفوس من يراهم..
وبنفسي وأنا جالسة في حافلة من حافلات الحرم الجامعي لجامعة بغداد قرأت أبيات شعرية لا أذكرها كُتبت باللهجة العامية على جلد المقعد أمامي، ومن المؤكد أن غيري كثيرين قرأوها، ختمها الطالب الشاعر بعبارة "الشهادة صارت قشمره"..!
وحالات كثيرة جميعنا يعرفها أو تناهت إلى سمعه بشأن إستسهال أمر الحصول على الشهادة، والأمر ذاته يحدث على مستوى الشهادة العليا التي صار في مقدور البعض الحصول عليها دون عناء البحث والاجتهاد العلمي، والإتكاء فقط على الوساطة والرشى والعلاقات المشبوهة.
وبمناسبة حديثنا هذا، أذكر وزير الدفاع الألماني كارل تيودور غوتينبرغ الذي قدم استقالته قبل أشهر عدة على خلفية اتهامه بأنه قام بالإنتحال الأدبي في أجزاء من رسالة الدكتوراه خاصته، إذ قام بإقتباس فقرات لمؤلفين دون الإشارة إلى المصادر التي إنتحل منها. وقد قال غوتينبرغ نقلا عن مجلة دير شبيغل الألمانية "إنني أذهب ليس بسبب رسالة الدكتوراه، رغم إنني أتفهم أنها قد تكون سببا كافيا من وجهة النظر الأكاديمية، وإنما بسبب الشك في قدرتي على القيام بمسؤولياتي بالكامل". وأقول كم إن هذا الرجل يُحترم!
وهل يجرؤ أولئك المسؤولون عندنا الذين كُشف سترهم وتبين أن شهاداتهم مزورة، أن يتنحوا عن مناصبهم ويسلموا مهامهم إلى من هم أجدر بها منهم، كما فعل غوتينبرغ ليحظوا على الأقل بشيء من الإحترام؟!
وبكل الأحوال فإن الشهادة التي يُتحصّل عليها من ذاك الطريق لا تُحترم.. لا من الناس ولا من صاحبها نفسه لأنه يعلم كيف حصل عليها وبأية وسائل.. وإن هو إلا خيط رفيع يفصل بين الشهادة المزورة وتلك الموهوبة من جامعة أو كلية أهلية لإعتبارات ومسوغات عدة، فلا فرق كبير بين شهادة تم تزويرها، وأخرى تم التحصل عليها بأساليب غير أخلاقية إن لم تكن غير قانونية، ومن المؤكد أن الطالب لا يتحمل وحده وزر هذه الشهادة الممنوحة له، بل الوزر تتحمله الجهات المانحة المسؤولة عن الأمر، وربما لهذا كانت فكرة مشروع قانون العفو العام عن مزوري الشهادات من الموظفين صغارهم وكبارهم!
إن الشعوب تتقدم بالعلم وحده، والتعلم حق مشروع وينبغي أن يكون مكفولا وملزما للجميع، على أن يكون قائما على أسس علمية ومنهجية وتربوية سليمة، وما يحدث الآن يجعلنا في مواجهة حقيقة أننا متأخرون بمسافات زمنية هائلة، واننا بحاجة إلى نهضة ثورية كيما نستطيع أن ننفض عنّا ركام الأتربة وأوهام الماضي وأوساخه، والانتصار على نوازع الطمع والأنانية لصالح الانسان وحده، والذي يلزمنا عقدين أو ثلاثة أو أكثر لإعادة بناءه مجددا، بشرط أن لا ننسى أن المحاولة تبدأ من الذات أبدا.



#رواء_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ملائكة على الأرض
- يريدونها أنثى


المزيد.....




- شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ...
- بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
- إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
- -إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رواء هادي - الخيط الرفيع